رئيس المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات..
تمكين المرأة يعني حصول المرأة على مزيد من القوة والسيطرة على حياتها باعتباره أيضًا عملية مهمة في تحقيق المساواة بين الجنسين ، من خلاله تستطيع اقتحام ميادين كانت لزمن غير بعيد بيد الرجل وحده أو حضورها المحتشم في البعض منها في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية
وتتمتع بفرص وموارد تزودها بمجموعة من الخيارات التي يمكن أن تتبعها, كما يمنحها القدرة على التأثير على اتجاه التغيير الاجتماعي لإقامة نظام اجتماعي واقتصادي أكثر عدلاً ، على الصعيدين الوطني والدولي ، ويتم إضفاء الطابع المؤسسي على توقعات دور الجنسين من خلال النظم التشريعية والتعليمية والسياسية والاقتصادية والبيئية.
وتحتاج النساء إلى “التمكين” من أجل تضييق الفجوة في النوع الاجتماعي تمهيداً لتعزيز المساواة بين الجنسين خاصة وإنه تم التعامل مع القضايا الجنسانية في المقام الأول باعتبارها قضية اجتماعية حيث ينعكس ذلك في مجالات الحد من الفقر والتعليم والرعاية الصحية في الأهداف الإنمائية للألفية.
التنمية المستدامة هي “التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتهم الخاصة”. وبالتالي فهي تلبي احتياجات كل من النساء والرجال. لا يمكن تحقيق الإنصاف بين الأجيال دون معالجة العلاقات بين الجنسين التي تكمن وراء عدم المساواة السائدة.
كما لا يمكن الحصول على الإنصاف بين الأجيال ، أو الوفاء بمسؤولية نقل عالم أكثر إنصافًا إلى الأجيال المقبلة ، إذا استمر عدم المساواة. يعد التفاوت بين الجنسين من أكثر أشكال عدم المساواة انتشارًا في العالم ، وبدون اتخاذ خطوات جادة للتصدي له ، لا يمكن تحقيق التنمية المستدامة.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمساواة بين الجنسين
يقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتنسيق الجهود العالمية والوطنية لإدماج المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في الحد من الفقر ، ومنع الأزمات والتعافي منها ، والبيئة والتنمية المستدامة.
تمثّل أهداف التنمية المستدامة والمعروفة باسم الأهداف العالمية ، دعوة عالمية للعمل على إنهاء الفقر وحماية الكوكب وضمان تمتع جميع الناس بالسلام والازدهار.
كما يركز برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة ليس فقط كحقوق إنسان ، ولكن أيضًا لأنهما طريق لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والتنمية المستدامة.
تستند الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة إلى النجاحات التي حققتها الأهداف الإنمائية للألفية ، مع تضمين مجالات جديدة مثل تغير المناخ ، وعدم المساواة الاقتصادية ، والابتكار ، والاستهلاك المستدام ، والسلام والعدالة ، ضمن أولويات أخرى.
الأهداف مترابطة و تتضمن العمل بروح الشراكة والواقعية لاتخاذ الخيارات الصحيحة لتحسين الحياة بطريقة مستدامة للأجيال القادمة. إنها توفر مبادئ توجيهية وأهداف واضحة لجميع البلدان لاعتمادها وفقا لأولوياتها والتحديات البيئية في العالم ككل.
إن الاهتمامات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية تحتاج إلى معالجة بطريقة متكاملة وشاملة من منظور النوع الاجتماعي ، من المهم بشكل خاص عدم اعتبار المساواة بين الجنسين كقضية اجتماعية وثقافية وحدها، بل إيلاء الاعتبار الواجب في المجالات الاقتصادية والبيئية وكذلك التعامل مع المساواة بين الجنسين كهدف شامل لتحقيق التنمية المستدامة.
