بقلم : د/تغريد الحجلي
الأمين العام للمنظمة الدولية لتمكين المرأة و بناء القدرات..
في يوم 25 نوفمبر من كل عام يقف العالم موقفاً واحداً لـ مناهضة العنف ضد المرأة بهدف زيادة الوعي العالمي وحشد الجهود والطاقات من أجل التوعية لإحداث تغيير حقيقي لصالح النساء اللاتي يتعرضن للعنف في جميع أنحاء العالم، خاصة بعد ازدياد عدد النساء والفتيات اللاتي تعرضن للعنف النفسي و الجسدي في الآونة الأخيرة حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
وفي ظل الظروف الأمنية والإجتماعية التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، أضحت فيها المرأة الضحية الأولى، وهي تتعرض لأقسى أنواع الانتهاكات والتعذيب والتهجير.
العنف ضد النساء والفتيات واحد من أكثر أنواع انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً وتدميراً في جميع أنحاء العالم، وعقبة خطيرة أمام التنمية المستدامة، خاصة و أن المجتمع الدولي قد بدأ بتنفيذ خططه لتحقيق التنمية المستدامة المنصفة والشاملة للجميع.
ولكي تحقق خطة التنمية المستدامة الجديدة التي أعلنتها الأمم المتحدة نتائج إيجابية، لابد من اتخاذ إجراءات لكسر دائرة العنف ضد المرأة، والتي تحرم ملايين النساء والفتيات من حقوق الإنسان الأساسية الخاصة بهن وتحد من قدرتهن على المساهمة في تقدم وتطوير بلدانهن.
وتبقى قصية إنهاء و القضاء على العنف ضد المرأة، ليست مسؤولية المرأة وحدها، بل قضية يتحمل مسؤوليتها الجميع، من خلال توظيف القوانين و التشريعات القابلة للتطبيق، والنهوض بدور وسائل الإعلام في الارتقاء بمستوى الوعي الإجتماعي، وتطوير المناهج المدرسية لتغيير الصورة التقليدية للمرأة وتعزيز مكانتها.
ولا يخفى على أحد تباطؤ وتعثر دور منظمات المجتمع المدني و مراكز بحوث، في معالجة أخطر معضلة اجتماعية، تحولت إلى مظلومية لا يمكن السكوت عنها، من أجل تجسيد الحق الإنساني للمرأة والنهوض بدورها التنموي الكبير.
فما أدى إلى تزايد العنف ضد المرأة في المرحلة الراهنة، هو صمت منظمات المجتمع المدني واستسلامها للأمر الواقع .
المنظمة الدولية لتمكين المرأة وبناء القدرات و القضاء على العنف ضد المرأة
هذا الواقع المرير دعا المنظمة الدولية لتمكين المرأة و بناء القدرات في لندن إلى وضع برنامج في تنفيذ حملة كبرى تحت شعار “لا لصمت المرأة تجاه العنف” ستنطلق رسميا يوم 25 نوفمبر 2019 ولمدة عام للتوعية بدور المرأة ولمساعدة النساء على التعبير عن آرائهن وتجسيد طموحاتهن، و رفض منطق العنف المسلط عليهن من الأسرة و المجتمع.
بالتعاون مع المؤسسات الحكومية و غير الحكومية لوضع حد لإنهاء العنف المسلط على المرأة، والتوجه نحو بناء مجتمعات سليمة تكون فيها المرأة شريكاً فاعلاً في نواحي الحياة كافة، وعنصراً فاعلاً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، التي تليق بحياة بشرية حضارية، لا يقصى فيها أحد بسبب جنسه أو عرقه، أو معتقداته.
تحية لكل نساء العالم في اليوم العالمي للقضاء على استخدام العنف ضد المرأة.